تقرير/ شـدن الطائي

الخامس والعشيرن من شهر نوفمبر هو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة حيث بات هذا الوباء ينتشر بشكل متزايد بين الشعوب العربية والغربية بشكل لا يختلف عن وباء كوفيد “19” الذي يهتك أرواح الكثير من النساء

حيث حدّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 25 نوفمبر يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة بحسب القرار (54/134) فمن المفترض أن يكون الهدف من ذلك اليوم هو رفع الوعي حول مدى حجم المشكلات التي تتعرض لها المرأة حول العالم مثل الاغتصاب والعنف المنزلي وغيره من أشكال العنف المُتعددة

موقع خدنك الثقافي التقى بأحدى النساء المعنفات وقالت “س.ص” البالغة من العمر 33 عاما: تزوجت عن غير قناعة وبإجبار من أهلي ومنذ الشهر الأول من زواجي وأنا أعاني من الضرب والإهانة والعنف بكل أنواعه, للأسف لا يمكنني الطلاق لأن أهلي يرفضون المرأة المطلقة, ولا يوجد قانون يحمينا

وفي السياق نفسه يقول المحامي أحمد سندي لموقع “خدنك” : للأسف بدأت ظاهرة العنف الأسري بشتى أنواعه ينتشر بشكل سريع بعد الانفتاح الذي نشهده في عصرنا الحالي, عنف الأزواج ضد زوجاتهم والأباء ضد أولادهم, واستطرد بأن هناك أيضا عوامل اقتصادية تمثل 45% من حالات العنف المسجلة ضد المرأة عالميا بسبب سوء الأحوال الاقتصادية فهي تعد العامل الأول في الخلافات الأسرية والتعدي إلى العنف من الممكن أن الرجل يعلم أنه المسؤول الأول والأخير اقتصاديا عن الأسرة فالإثقال عليه بشكل أو بآخر يجعله يظهر العنف ضد المرأة. مشيراً إلى أن هنالك الكثير من حالات الطلاق التي تصل إلى المحاكم بسبب العنف الأسري من قبل الزوج, ودعا سندي حكومة كوردستان إلى الاهتمام بهذا الموضوع بشكل جدّي وأن يتم تفعيل دور دوائر العنف ضد المرأة وتأخذ عملها بالمنحى الصحيح وأن تكون هنالك عقوبة صارمة تجاه كل من يقوم بالعنف ضد المرأة. ويعد العنف ضد النساء والفتيات أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشارا واستمرارا وتدميرا في عالمنا اليوم, ولكن لا تزال معظم تلك الحالات غير مبلغ عنها بسبب انعدام العقاب والصمت والإحساس بالفضيحة ووصمة العار المحيطة به

وقصة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء بدأ مع ثلاث شقيقات، هن باتريسيا وماريا وأنطونيا، وهن من عائلة ميرابال، كان والدهن رجل أعمال ناجح وكن يعشن حياة الطبقة الميسورة المستقرة. تعرضن لعملية اغتيال وحشية في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1960 في جمهورية الدومينيكان بأوامر من حاكمها وقتها رافاييل تروخيلو، بسبب كونهن معارضات سياسيا لنظام تروخيلو الذي ظل على هرم السلطة في بلاده حتى عام 1961، فارضا سيطرة مطلقة على البلاد. وبعد انهيار نظام تروخيلو، كرمت ذكرى الأخوات ميرابال، وقامت أختهن الرابعة المتبقية على قيد الحياة المسماة ديدي بتحويل المنزل الذي ولدن به لمتحف لشقيقاتها الراحلات يضم مقتنياتهن، إضافة للكتب والأفلام الوثائقية والسينمائية التي خلدّت ذكراهن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *