مسرحية فصل واحد
البرزخ
تأليف: سرحان أحمد سرحان (سَرن كوي)

المسرح: غرفة نوم، في المنتصف باب، على اليسار سرير لفتاة صغيرة، على اليمين مكيف عامودي.

(الفتاة مستلقية على سريرها، الأب جالس قرب رأسها، يديه على رأسها)

الاب
على هذا النحو تنتهي القصة

البنت
كل يوم تعيد نفس القصة، فقط اسم و شكل الشخصيات يتغير

الاب
في المرة القادمة، سوف اسرد لكي قصة مختلفة

البنت
ما قبل الأمس الاول، قلت سوف اسرد لكي غداً قصة مختلفة، لكن البارحة سرد نفس القصة، و عندما شكيت لك عن هذا، قلت سوف اسرد لكي غداً اي اليوم قصة مختلفة، هل يصح هذا؟

الاب
ابنتي الصغيرة، لا تتعبي عقلك، غداً عندي قصة مختلفة لكي.

البنت
وعد؟

الاب
اعدك، الان دومتي مساءً (يقبلها من جبينها)

البنت
لا تذهب

الاب
لماذا

البنت
أنا اخاف

الأب
مرة اخرى يا ابنتي؟! تكلمنا عن هذا البارحة، و لقد حللنا المشكلة ايضاً.

البنت
لكن البارحة صدر نفس الصوت

الأب
اغلقي اذنيكِ

البنت
لا يجب ان افعل هذا، هو يتكلم معي

الأب
ابنتي، هذه مشكلة ديناميكية ليس اكثر.

البنت
هو يسألني

الأب
يسأل؟ مثل ماذا

البنت
لا أعرف

الأب
و كيف تعلمين ان هو يسألك؟

البنت
يسألني لأنني الوحيدة في الغرفة، انا لا اجيب فيعيد طرح نفس السوأل

الأب
لماذا لا تجيبين و تنهي الموضوع

البنت
لان الوقت قصير و الأجوبة تحتاج الى الوقت

الاب
حاولي ان تجعلي منها قصيرة

البنت
قبل ان انطق بكلمة واحدة، يعيد تكرار السوأل

الاب
ابنتي، لكي خيال واسع جداً . . .

البنت
الذي تسميه خيالاً يحدث معي كل ليلة

الاب
لماذا لا يحدث عندما اكون موجود؟

البنت
دائماً انت مشغول، فقط في الليل عندما يحين وقت النوم تأتي لسرد القصة، كلما قلت لك الذي يحدث، تذهب بسرعة

الاب
لماذا تقولين هذا؟

البنت
لان .. فقط امي تهمك .. انا ليس لي قيمة عندك، تستمع لها لكن ليس لي!

الاب
(يحضنها) ابنتي مهمة بنسبة لي كثيراً، لا تقولي هذا

البنت
ابي، ما هو اسمي؟

الاب
الاسم؟ لا تعرفين اسمك يا ابنتي ؟

البنت
انا اعرف ما هو اسمي، لكن انت من نسيت!

الاب
(ضحكة صغيرة) لا، مستحيل ان انسى ابنتي الجميلة

البنت
اذا لماذا تذهب؟

الاب
من ذاكرتك؟

البنت
لا من غرفتي؟

الاب
لأنها غرفتك و التي هناك هي غرفتي و امك

البنت
امي؟! تلك التي تبرج نفسها الان؟ مجنونة، من التي تبرج نفسها قبل النوم، تخاف ان تصحوا ويظهر قبحها

الاب
(غضب) ليسى! لا يجب ان تصفي امك على هذا النحو، هذه امك! ارجو ان لا يتكرر هذا مجدداً (يتجه نحو الباب، عند الباب) تصبحين على خير (يخرج)

البنت
(تضع رأسها تحت اللحاف، فترة صمت. تخرج رأسها، تنظر ناحية المكيف العامودي، ب هدوء تأخذ اللحاف و تذهب تحت السرير .. فترة صمت طويلة .. يخرج صوت الهواء بشكل مخيف من المكيف، الفتاة تختبئ في اللحاف، يستمر الصوت بالخروج، يظهر رأس البنت، يتكرر الصوت، تخرج البنت بسرعة و تذهب ناحية المكيف العامودي، تقف امامه، صوت المكيف مستمر)

اسفه و لكن

(صوت)

أنا

(صوت)

لأنني

(صوت)

(الفتاة تحاول ان تنطق الجملة بكل قوة، مع كل مرة يتكرر الصوة، الفتاة تغضب اكثر و تظهر علامات الخوف عليها)

ولكن حتى هي

(صوت)

ولكن حتى هي تعرف ان

(صوت)

أنني

(صوت)

رغبة

(صوت)

(صراخ قوي من الفتاة، مع انتهاء الصراخ تقع مغمى على الأرض، يستمر صوت المكيف لي برهة، بعدها يتوقف، يفتح الباب، يظهر رأس الاب)

الاب
(بصوت منخفض) ابنتي؟ ليسى؟

(خطوة الى الامام، يرى ان السرير فارغ)

(بخوف) ليسى؟ ليسى؟ (مع تكرار اسمها يبحث عنها على السرير و تحته)

البنت
(تنهض، الاب مستمر بالبحث، فجأ)
أبي، انا خلفك

(الاب يرى البنت، جمود)

اظلام

18\9\20
سميل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *