اخذ البرد انفاسهما الاخيرة حين تاها في العراء وبقيا تحت رحمة الثلج الى ان عثر عليهما متجمدين و هما يحتضنان بعضهما البعض، هذه هي قصة جنار وهيمن الشقيقين الصغيرين اللذين صنع لهما تمثالاً في مدينة سيد صادق بمحافظة السليمانية قبل 28 عام.

 

قصة جنار وهيمن :

الطفلين من سكان قرية ابراهيم غولام في ناحية قادر كرم التابعة لقضاء جمجمال، وانتقلا مع عائلتهما الى منطقة  شاينر في سيد صادق في اعقاب الانتفاضة الشعبية عام 1991.

 في شتاء عام 1992، كانت جنار في العاشرة من عمرها ، وشقيقها هيمن في عامه السابع، والدهما “ناصح علي” استشهد في جرائم الانفال التي ارتكبها النظام السابق، وامهما تعيش في مدينة  كلار، ولازالت تذرف الدموع حين يُذكر اسمائهم.

في ظل صعوبة التنقل بسب قلة المواصلات والمدارس،  كان جنار و همين يتوجهان الى المدرسة التي تبعد كيلومترات، طلباً للعلم.

وفي ساعات بعد الظهر حين اطلقت المدرسة جرس الرحيل للتلاميذ بسبب صعوبة الظروف الجوية وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير، سارت جنار برفقة شقيقها على درب العودة الى المنزل البعيد، لكن الطفلين لم يعرفا طريق العودة بسبب تساقط الثلوج وحلول الظلام و بقيا تحت رحمة الليل و البرد.

عثر على جنار و هيمن في اليوم الاخر بجسدين متجمدين يحتضنان بعضهما البعض ويغطيهما الثلج، اذ كانت هذه اخر صورة لهما تفطر قلب كل من يتخيل قصتهما ويفكر بما كان يدور في ذهن الطفلين حينها، وكيف سعيا الى النجاة و لم يستطيعا، و كيف حاولا اخيراً مقاومة البرد باحتضان بعضهما، حتى اخر نفس لهما.

وتخليدا لهذه الذكرى التي يصفها السكان بالمفجعة، فقد نصب اهل المنطقة تمثالا للطفلين اللذين قضيا بينما كانا في طريقهما الى طلب العلم.وبني التمثال بعد 40 يوما من الحادثة التي هزت بلدة سيد صادق وسائر مناطق كردستان.

اخذ البرد انفاسهما الاخيرة حين تاها في العراء وبقيا تحت رحمة الثلج الى ان عثر عليهما متجمدين و هما يحتضنان بعضهما البعض، هذه هي قصة جنار وهيمن الشقيقين الصغيرين اللذين صنع لهما تمثالاً في مدينة سيد صادق بمحافظة السليمانية قبل 28 عام.

كما كل عام منذ وفاتهما ، اقامت ادارة مدنية سيد صادق اليوم الثلاثاء، مراسيم احياء ذكراهما بحضور شعبي و اداري، تتخللها فعاليات عدة من بينها زيارة قبرهما لوضع الزهور عليها.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *