شــدن الطائي

تقرير/ خدنگ

 

يحتفل الشعب الكردي بأعياد كثيرة ومتنوعة ، وإضافة إلى احتفالهم بأعيادهم الوطنية التي تخصهم فهم يحتفلون أيضا ويشاركون العالم الإسلامي والعربي بعيدي الأضحى والفطر المباركين ، ويسمونهما بالعيد الكبير والعيد الصغير، والعيد الكبير هو “عيد الأضحى المبارك” والعيد الصغير هو “عيد الفطر ” .

ومثل كل الشعوب لهم طقوسهم الخاصة التي يتميزون بها بهذه المناسبة عن غيرها ورثوها عن أجدادهم وعن تعاليم الدين الإسلامي التي أكدت على تقوية العلاقات الأجتماعية والإنسانية في المجتمع المدني ، وبهذه المناسبة يتزاور ا فيما بينهم ، الجيران أولا والأقرباء والأصدقاء ، وتكون هذه المناسبة فرصة لطيفة لإصلاح الود بين المتخاصمين ، سواء كانوا جيران او أقرباء او أصدقاء بمساعدة أهل الخير والوجهاء من الناس .

العيد هذه الأيام :

وتختلف استعدادات شعبنا الكردي لاستقبال عيد الاضحى  ، بين ملتزم بالطقوس الاجتماعية والأسرية التي أعتاد على تأديتها ، وآخر يجد أن طعم العيد قد تغير عما كان عليه، وتواصل ، تقوم بعض العوائل بإعداد الحلوى والمعجنات العراقية وشراء الملابس الجديدة إلى تنظيف المنازل ليستعدوا في اليوم الأول من العيد لاستقبال الزائرين من الأصدقاء ، من خلال بقائهم في البيت, او زيارت الاهل والاقارب , والذهاب اليى المتنزهات.

العيد في الماضي :

يؤكد الكثير من الناس ان الاستعدادات كانت أكبر في السنين الماضية ،وان أكثر من نصف طقوس العيد قد ألغيت ولم تمارس ، وكل شخص حسب ظروفه المادية والمعنوية ، فيما حافظ البعض الأخر على هذه الطقوس لظروفه المعاشية الجيدة ، بينما هنالك من ألغيت عنده بالكامل ……. والى الآن يتذكر كبار السن في الأعوام الماضية كيف كان الناس في العيد ، أكثر تكاتفاً وتقارباً ، وهم يتحسرون على فقد الكثير من خصائصه وطبيعته ، ولم تبقى من هذه الطقوس تقريباً سوى عمل “الكليجة” وإعطاء “العيدية” للأطفال .

” كليجة ” العيد :

ما يميز العيد العراقي هو ” الكليجة ” وهي حلوى من الدقيق والسمن والسكر محشوة بالمكسرات والتمر والسمسم في قوالب صغيرة ومتنوعة أعدت لهذا الغرض وبحجم الجوزة أو أكبر ، يجلس معظم أفراد العائلة لصنعها بمتعة كبيرة مع إطلاق النكات والتهاني بهذه المناسبة الجميلة ، وبعد إكمالها توضع في صفوف متراصة في صينية كبيرة، وبعد نضجها تقدم مع الشاي أو المشروبات الباردة تبعا للموسم اذا كان صيفا او شتاءا ، لإفراد العائلة ولزائريها وإضافة ” للكليجة ” يقدمون أيضا الحلويات و” الجكليت ” والمثلجات للضيوف والزائرين .

عيدية العيد :

يقدم الكبار من أفراد العائلة وزائريها المبالغ النقدية البسيطة والهدايا للصغار،ويسمى هذا المبلغ أو الهدية بـ ( العيدية ) وتكون هذه العيديات مبلغ فرحهم وسرورهم ، ويتباهون في جمعها أمام الآخرين من أصدقائهم ، وليشتروا بها ما لذ وطاب من الحلوى والمأكولات وشراء الألعاب الأخرى ، وبعد ان يذهب الكبار لزيارة الجيران والأصدقاء يتخلف الكثير من الصغار بعد ان امتلأت جيوبهم بالنقود.

زيارة الأموات :

وهناك طقس مهم لا يفارق العيد دأب عليه الشعب الكردي وهو الذهاب إلى المقابر لزيارة الموتى ورش القبور بالماء وإشعال الشموع والبخور وقراءة القران والأدعية المخصوصة بجانبها ، وهو طقس يمارسونه في قبل العي بيوم فبيكون مخصص للنساء وفي العي وبالتحديد في أول أيامه يكون للرجال ، وهو تقليد توارثوه ليعبر عن حالة من الوفاء مع الراحلين ….. خصوصا مع كثرة الضحايا نتيجة للحروب والكوارث.

الرابح الوحيد في كل الاعياد

ويبقى الأطفال هم الرابحون الوحيدين في كل مناسبات العيد سواء كان قديما أو حديثا ، فهم لا يعرفون من العيد إلا شراء الملابس الجديدة وارتدائها ، ومن ثم الذهاب إلى مدينة الملاهي والألعاب في النهاية …كل عام وانتم بألف خير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *