تقرير/شــدن الطـائـي

 

قبل ان نبدأ تقريرنا المخصص لانتفاضة 1991المجيدة ينبغي أن ننحني إجلالاً لشهداء الإنتفاضة كما نستذكر بتقدير جميع الشرائح والطبقات والأحزاب السياسية في كردستان والجبهة الكردستانية التي استطاعت في انتفاضة موحدة تحقيق أكبر إنتصار في تأريخ شعب كردستان وخلقت إنعطافة جذرية في الحركة التحررية لشعبنا.، والتي أثبتت أهمية وحدة صف شعب كردستان.

هذا ويحتفل شعب كردستان هذ اليوم  بذكرى انتفاضته في شهر آذار من العام 1991، وهذه الانتفاضة تعتبر من الملاحم البطولية التي شهد لها الأعداء قبل الأصدقاء، والتي سطرها أبناء شعب كردستان وعمدها بدماء الشهداء الأبرار وتضحياتهم، وبطولات البيشمركة من أجل بلوغ أسمى أهدافهم المتجسدة بتحقيق النصر على قوات النظام الديكتاتوري وتحرير اقليم كردستان.

كما قام موقع “خدنگ” بعمل لقاءات مع الاشخاص الذين كانوا شهود على الانتفاضة

ويقول احد الشاهدين على الانتفاضة العظيمة أضطررت الى الهروب أنا وعائلتي حيث كانت يبلغ عمرأبنتي  3ايام فقط  ولم يكن لدينا مكان معين نذهب اليه كان همنا الوحيد هو الخلاص بأرواحنا من جراء قصف الطائرات على الناس العزل,مشيرا الى انه كان الغرض من هذا هو قمع هذه الانتفاضة لكن الابطال الذي قادو وشاركوا في هذه الانتفاضة تمنكنوا من الانتصار وخلصونا من الحزب البعثي الصدامي المجرم.

ففي الخامس من آذار من العام 1991 شهدت مدينة (رانيه) التابعة لمحافظة السليمانية إنطلاق الشرارة الأولى لانتفاضة شعب كوردستان الباسلة، وقد إتسعت مساحة الانتفاضة لتصل إلى مدينة السليمانية في السابع من آذار، لتنتفض هذه المدينة بالكامل، حيث استطاع أبناؤها من السيطرة الكاملة على الدوائر الأمنية والادارية فيها، وهروب منتسبيها من عناصر النظام المقبور بعد أن إنهارت أمام الضربات الموجعة التي لقنها لهم مقاتلوا الانتفاضة الشجعان، وبذلك تحررت مدينة السليمانية في الثامن من آذار/1991، فيما سطعت شمس الانتفاضة أكثر فأكثر لتصل إلى أربيل في 11/3/1991 واستطاعت أن تزيح الظلام الدامس الذي كان يخيم على هذه المدينة كسائر مدن اقليم كوردستان الأخرى.

كما وتقول سوزان ابراهيم  ان وبسبب القصف العنيف الذي تعرضنا له اضطررنا الى الهجرة الجماعية للحدود التركية وشاهدنا الناس التي ماتت من الجوع والبرد والمطر الذي كان سيقط  فوق رؤوسنا دون وجود مكان نختبىء فيه فقد كنا نجلس في العراء ,شاهدت كوارث انسانية لم انساها طوال حياتي ,لكن اروح هذه الشباب لم تذهب سدا فقط انتصرت هذه الانتفاضة على الظلم وحققت ما كنا نلحم به.

ثم واصل أبناء الانتفاضة تقدمهم بخطى متسارعة على طريق النصر والتحرير الذي خضبوه بدمائهم الزكية الطاهرة ليحرروا مدن عدة، دهوك، كويه، شقلاوة، حلبجة، آميدي، مخمور، زاخو، آكري، دربنديخان، كلار، جوارتا، بنجوين، سيد صادق، وجميع أقضية ونواحي كوردستان، لينتهي بهم المطاف في مدينة كركوك التي حرروها في العشرين من آذار/1991، لينهوا بذلك المرحلة الأخيرة من هذا السفر البطولي الخالد الذي توج بالنصر المبين وتحققت فيه الأهداف السامية التي انطلقت من أجلها الانتفاضة.

ويؤكد نزار أحسان أن السبب الذي ادى الى هذه الانتفاضة الكبيرة هو ظلم النظام البعثي على العراق عامة وكردستان خاصة والذي عان اكثر من 30 سنة بأبشع اساليب الظلم ,نهضت المناطق والمحافظات الكردية واحد تلو الاخر من اجل التخلص من هذا الظلم والحكم البعثي الصدامي المجرم وبسبب الهجرة الجماعية مات الكثير من الاطفال والشباب وكبار السن مما أنجبرت منظمات الاتحاد الدوالي قرار 688 خط 36 اجبار العدو لسحب طائراتهم وغاراتهم الحربية وأسترجاع الاهالي الى مدنهم الأصلية وفرحتهم الكبيرة  بالنصر والتي يستذكرونها كل عام ويرونها الى اولادهم واحفادهم.

فألف تحية إلى أرواح شهداء انتفاضة العام 1991 وإلى أرواح جميع شهداء كردستان والعراق والذي ضحوا بانفسهم من أجل ترسيخ الحرية والديمقراطية لشعبهم، وتحية الى جميع الذي ساهموا في انجاح الانتفاضة وكل الذين عملوا على تحقيق أهدافها وحماية مكتسباتها.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *